من طرف عمو محمد الجمعة أبريل 16, 2010 12:55 am
|
الصديق الذي احب |
|
|
الصديق الذي احب
يسالوني دائما من هو الصديق الذي احب لكي اتخذة صديقا كنت دوما اتردد في الاجابة واحيانا اتهرب بطريقة لبقة واترك السوال يطير في ضباب الفضاء بعيدا بعيدا
الي ان يختفي في اديم السماء فتضل الحيرة مرتسمه علي الشفاه ليعاد طرحه في اوقات اخري كنت اعتقد ان الاجابة علي مثل هذا السؤال ليس بشيء سهل وقد لا يوادي الي الجواب الدقيق الكافي للتعريف لان اجابت اللسان لا تكفي عما في القلب ولا تعبر عنه فيسيء الناس فهمي من حيث لاادري
ومع هذا فلم استطيع ذات مرة ان انجو من الاجابة عندما قابلني انسان عزيز علي نفسي فاستوقفني ليوجة لي السوال نفسه ويلح في الاجابة عندئذ لم استطيع ان اجد مخرجا الا ان ابتسم واقول:
الصداقة يا عزيزي وما ادراك ما الصداقة فهي بالنسبه لي شيء مقدس شيء غالي وثمين احافظ علية نثل محافضتي علي نفسي وروحي
وللصداقه عندي معني خاص ونكهه مميزة حتي اذا ما وضعت ادواتها في زاويه عزيزة من زوايا القلب تتوهج بنبضه وتتحصن بدفئه علي مر الايام والسنين فتحميها من العبث بها وتغير ما بداخلها والصداقة عندي هي المرفئ الذي ارسو عنده بعد رحاله متعبه شاقه لاجد الراحةوالامان والسلام
انها الربيع الذي يمنحني النبض والحنان فيجعل الحياه في نظري جمياه حلوه مليئه بالحب والامل والطموح والتجدد
انها البحر الواسع الذي اذا ما التجأت اليه في يوم صيف شديد الحراره فتح ذراعيه الي لاغيب في احضانه فيغسل نفسي من الشوائب وفكري من الهموم والمشاكل
انها الشجرة الظلول التي اذا افتقدتها وقت الظهيرة اعرف انها ما زالت هناك منتصبه بفروعها الوارفه اهرع اليها اختبيء بظلالها لتحميني من ضربات الشمس وجفاف الحياه
الصديق الذي احب هو الصديق الذي اشعر بمعرفته وانه اصبح جزءا من نفسي وارتاح بلقائه وانس بصحبته واملي العقل بحديثه وفكرة وابهج الروح بخفه روحه ودمه واحب من صديقي ان يكون خفيف الظل وخفيف الروح لا يثقل علي ولا اثقل عليه انسان يتقبلني بحسناتي واخطائي واتقبله بها
يفرح لنجاحي ويغضب لاخفاقاتي يشاركني افراحي واتراجي يفتقدني اذا غبت وافتقده اذا غاب
كما واحب في صديقيان يكون انسانا طبيعيا بسيطا متواضعا معي ومع كل الناس يتصرف بتلقائيه دون تكلف احب احيانا ان يشاركني لقمة العيش دون احراج وان يصبح بيننا واحد من لقاءاتنا وجلساتنا واكلنا وشربنا وسمرنا وفرحنا
واحب من صديقي ان يكون انسانا يشاركني بعض هواياتي كأن نمشي سويا او نلعب سويا او حتي نقرأ ونطلع في لحظات الصمت
واحب في صديقي ان يكون انسان متسامحا يغفر زلاتي ويتجاوز عن هفواتي ويبدي اعتذاره اذا اساء في حقي دون ان ادري فالانسان يظل معرض للخطأبفصد اوبدون قصد ولكن كلمة اعتذار قد تمحو كل الاساءات واذا ما حدث سوء تفاهم احب من صديقي ان يفاتحني لأوضح له وجهه نظري واعرف منه وجهه نظره فأزيل الغموض وسوء التفاهم قبل ان يستفحل الامر وتحدث القطيعه فنكون قد خسرنا من اركان الحياة الاجتماعيه ما قد لا نستطيع تعويضة
واحب من صديقي ان يتصرف علي طبيعته وان لا يعاملني معاملة الند زيارة بزيارة او تيلفون بتلفون وعزومة بعزومه وكأننا غرباء لا الاصدقاء بل احب ان يتصرف علي حاله وفق ما يمليه شعوره ووجدانه فلا اجمل من العفويه في التصرف وخاصةمع الاحباء والاصدقاء
ويعجبني ان يكون صديقي من النوع الذي يعرف ان يشعر كيف يشكر ويقدر بحيث لا يدع صغيرة ولا كبيرة الا ويشكرها ويقدر صاحبها لان حسن التقدير في نظري دلاله من دلالات الزوق الرفيع ولا احب ان يكون بليدا متجاهلا غافلا ولو كان عن غير قصد من بل احب ان تكون صفة الحيويه والنشاط جزءا من كيانه والايثار والعطاء صفة اصليه متجذرة في شخصيتة يتعامل بها مع كل الناس وليس معي وحدي
كما احب في صديقي حسن المظهر والخلق والجمال ورقة المشاعر وعذب الكلام وقوة العقل ونور البصيرة
وعلي ان اذكر ان ما اتوقعة من صديقي هو ما اتوقعه في نفسي وما احب ان يكون علية هو ما احب من نفسي ان تكون عليه
وفي النهايه فلا يسعني الا ان اقول ان الصداقة نعمة تستوجب الحمد والشكر وما اجملها عندما يكون عنوانها التسامح والمغفرة وما احلاها عندما تكون هنيه راضيه تجري كجريان المياة دون عوائق او سدود او اقامة حدود.
يا تري في صديق هيك الصديق الذي احب
|
|